روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أمي.. تخون أبي!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أمي.. تخون أبي!!


  أمي.. تخون أبي!!
     عدد مرات المشاهدة: 3584        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

أنا فتاه عمري 18 عاما، مشكلتي أني اكتشفت أن أمي تخون أبي، ليست خيانة تصل لحد الزنا، لكنها تخرج مع بعض الرجال وهناك شخص بعينه تكثر من الخروج معه وسمعتها تكلمه تليفونيا وتقول له أنها تحبه، أبي يعطيها كل الحرية للخروج ولعمل ما تريده كله، وهي تكثر من الكذب، ماذا أفعل معها؟

الجواب:

الابنة السائلة: الأصل في الزواج هو التواصل بقوة بين الزوجين، من الحياة إلي الممات، وتبدأ المشكلات عادة عندما يتغاضى الزوج أو الزوجة عن بعض العيوب الظاهرة في المتقدم إليها- أو إليه- من البداية، فإن بعض هذه العيوب قد تستفحل وتؤدي إلي تصدع الزوجية أو في حالات أخرى الانحدار بها إلي طريق الغواية وعليك ابتداء أيتها الابنة أن تعلمي أن ما اقترفته أمك هو خطأ كبير وخلل عظيم، وأن مشكلتك التي تتحدثين عنها من النوع الخطير الذي يفسد البيوت ويهتك الأعراض أمام الناس فلتنتبهي جيدا لاتهاماتك لأمك وتأكدي مما تقولين جيدا، لكن إن تأكدت مما تقولين فلتواجهي الموقف، والإنسان لا يمكن أن يعيش كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب كلما واجهتها مشكلة معضلة، ولكنه لابد أن يبحث دائما عن حل لها لان المشاكل لا يمكن أن تحل نفسها بنفسها ولو تركنا مشكلاتنا بلا حلول لتفاقمت، وقد وجهنا شرعنا العظيم لحلول أعضل مشكلاتنا تحت نطاق شرعي..

السائلة الكريمة:

إن الخيانة التي تقع من كلا الزوجين لا تأتى من فراغ وإنما لها أسباب وبواعث سواء كانت خفية أو ظاهرة فمنها:

1- سوء الاختيار الأصلي لأحد الزوجين، فهي البداية الخاطئة لحياة ينبغي أن تكون مستقرة مستمرة، وقد وضح لنا ديننا العظيم أن الرجل عليه أن يحسن اختيار أم أولاده، فحينما أورد الحديث أسباب الزواج عامة وذكر أن المرأة تنكح لأربع فقد ذكر حسبها، وجمالها، ومالها، ودينها، لكنه أكد على ذات الدين لأن ذات الدين غناها في نفسها فهي التي تحافظ على عرض زوجها وماله، وهي التي تربى النشء، وإنما جمالها في خلقها، وحسبها قد يكون في سلوكها وحسن تبعلها لزوجها..

وقد وضح بتجربة الحياة أن الجمال وحده دون الدين قد يردى المرأة ويسقطها في مهاوي الانحراف وان توافر مالها دون الدين قد يجعلها طاغية تميل إلى الحكم في زوجها وكافة شئون أسرتها، كما أنها قد تعتمد على حسبها ونسبها فتتعالى على زوجها وتتكبر عليه، فكان الدين جماع الخير كله.

2- ترك الزوج دوره الأساسي من الاهتمام بشئون بيته ورعاية أسرته ومراقبتهم ومتابعتهم، والحفاظ على زوجته، وضبط سلوكها، وهروبه من المسئولية المطلوبة منه تجاه زوجته وأولاده ومن تلبية احتياجاتهم والتغاضي عن أشياء مهمة والضغط على زوجته وتحميلها العبء الأكثر قد يؤدى ذلك إلى ضعف قدره في نظر المرأة خصوصا عندما تجد أمامها نماذج لأزواج يتحملون مسئولية بيوتهم ويقومون بها.

3- وقد تنتج تلك الخيانة بين الزوجين عندما تسوء المعاملة بينهم فإن بث التفاهم والحب بينهما يعمل علي استقرار الحياة حيث تتوالد بينهما المودة والرحمة التي قد تحقق التقارب بينهما فيما لا يمكن أن تحققه كافة مباهج الحياة، فالمرأة تميل بطبيعتها إلي العاطفة بحكم مشاعرها الفطرية فلابد علي الزوج العناية بهذه المشاعر، ورب كلمه طيبة تكون لها في نفس الزوجة ما يغنيها ويعفها ويزيد من إخلاصها وعطائها في زوجها والعكس صحيح.

4- قد ترجع خيانة الزوجة خاصة لزوجها عندما يسقط زوجها من نظرها والذي قد يؤدي لذلك عندما تلمحه يميل إلي النظر للنساء أو تجد منه تقربا من امرأة أخرى، فيتحول حبها له إلي حزن داخلي قد يوقعها في الانتقام منه بنفس ذلك السلاح فتقابل تلك الخيانة منه بخيانة له وذلك يتضح عند النساء البعيدات عن ربهن، أما باقي النساء الأخريات فيترك ذلك في نفوسهن فجوة قد لا تعالج على مر السنين.

فعليك أن تعلمي أن ما توصلت إليه والدتك ابتداء يرجع إلى نقص الوازع الديني لديها وزيادة بعدها عن ربها، فعليك أن ترجعي إلى أصل الداء للوصول إلى كيفية العلاج لذا ينبغي عليك الآتي عاجلا:

- أن تهتمي بوالدتك فتحدثينها عن معرفة الله سبحانه وعن مراقبته عز وجل لعبادة وعن الخوف من يوم الحساب يوم لقاء الله، وتأخذي بيدها للذهاب إلى دروس العلم الشرعي في المساجد لتتعلم دينها الحقيقي الغائب عنها، وإن كانت تجيد القراءة فعليك بشراء بعض الكتيبات الصغيرة التي تصف الجنة والنار لقراءتها وتسمعينها كلام العلماء والوعاظ، فربما تراجع حساباتها وتبدأ في التفكير فيما تفعله من خطأ في حق نفسها وزوجها وبيتها وأولادها.

- أن تحددي لنفسك وقتا غير طويل لتجربة نصح أمك ومصارحتها بما تعلمين عنها، وتتابعينها هل انتصحت وانتهت أم لا، فإن انتصحت وانتهت فخير، وإلا فتبدئين في الخطوة الأخرى وهي أن تحادثي في المشكلة أهلها القريبين مثل خالتك أو جدتك، ثم جدك، ثم خالك، فإن أثروا فيها فخير، وإلا فلتصارحي والدك بالموقف.

- أيضًا عليك ملازمتها في الخروج، ومتابعتها في البيت قدر استطاعتك لمنع التواصل مع هؤلاء الناس.

- وعليك بالرفق في النصيحة حتى تستجيب إليك، وتحاولي الحفاظ على مكانتها قدر الإمكان، وأشعريها أن نصحك لها من منطلق الحفاظ عليها.

- إن كان ما تتحدثين عنه من الخيانة هو في إطار محجم ومقدور عليه ولم يصل لحد غير مقبول، فليكن سعيك لتعديل سلوك أمك ومحاولة دفعها إلى التوبة والإنابة لله سبحانه، ثم لتحاولي التقريب والتواصل بين والديك، ولتنصحي أباك بما يجب عليه، وبدوره في ضبط البيت والاهتمام بشأن الأسرة عن طريق جلسات تقيمينها معهما كل على حده، وعليك من خلال تلك الجلسات أن تسردين بطريقة لطيفة أن لكل منهما حق على الآخر.

- عليك أن تعاملي والدتك على أنها مريضة بهذا الداء الفاسد، ولتكوني أنت الطبيب المعالج فعلى الطبيب ألا ييأس، كما عليك إكثار الدعاء للوالدين بأن يصلح الله بينهما ويؤدم بينهما واعلمي أن الله سبحانه يغفر للعباد كل الذنوب ما عدا الشرك به سبحانه إن تاب إليه ذلك العبد توبة نصوحا، فحاولي أن تأخذي بيد والدتك لتوصيلها إلى تلك التوبة وتسامحيها وتصفحي عنها عندما تعود وترجع إلى ربها، فنحن العباد ليس علينا إلا أن نصفح ونسامح بعضنا راجين من الخالق أن يقبلنا عنده تائبين عابدين.

الكاتب: أميمة الجابر.

المصدر: موقع المسلم.